التمريض رسالة حب إلى الله
هذه هي الحقيقة, التمريض ليس مهنة فقط ولكنها مهنة الاخلاق الاولى, فأننا أن لم نمتلك مشاعر الحب داخل قلوبنا نحو هذه المهنة فأننا لن نتقدم.
لذلك أدعوكم معي للاطلاع على هذا المقال لنرى دور التمريض الاخلاقي في رسالته الى الله عز وجل.
التمريض رسالة حب إلى الله
الحب:هي كلمة شاملة ومعبرة وهي تحمل كل الأحاسيس العاطفية ولا يمكن أن يعيش الفرد منا حياته بدون أن توجد طاقه الحب بداخله ويبرز هنا معتقداته و قدراته على العطاء إلى ما لا نهاية و يعكس إدراكه بالمجتمع في توجيه هذه الطاقة ايجاباً أو سلباً , ويمتد نطاق الحب بمعناه الواسع إلى أبعد ما تستطيع أن تصل إليه حواسنا, فاعتناقنا لدين الإسلام يعطينا الكثير من سمات الحب و التسامح و الرحمة و الإخلاص في العمل و لم نتعلم معنى الحب إلا من خلال حبنا لله .
ديننا والحب :إن ابسط ما نستشفه من كلمة الإسلام هو السلام الذي لن يأتي إلا من نفسٍ محبه ومخلصة.
حب الله: ولم نتعلم معنى الحب إلا من خلال حبنا لله وحب الله لنا وهذا ما نراه في كل لحظة من حياتنا يدعونا إلي التأمل وقد أخبرنا بهذا الحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة والأحاديث القدسية ولكنني أريد أن اكتب حديث قرأته منذ فترة ومازالت نفسي تردده (أوحى الله إلى داود فقال يا داود لو يعلم المدبرون عني, شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابــو شوقا إلي, يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني, فكيف محبتي في المقبلين على (1 ).
وأستسمحكم أن نستشعر حب الله لنا في هذا الحديث العظيم
حديث قدسي (عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل
عبدي أسترك ولا تخشاني, أذكرك وأنت تنساني, استحي منك وأنت لا تستحي مني, من أعظم مني جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم افتح له, من ذا الذي يسألني ولم أعطيه, أبخيل أنا فيبخل علي عبدي).
ومن هنا يأتي دورنا كبشر لاستثمار حب الله من خلال دورنا الفعال و الايجابي في المجتمع وتنمية الوعي الأخلاقي. وهذا ما وصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) " صدق رسول الله(رواه البخاري و مسلم2.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبيع بعضكم على بيع بضع ، وكونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، لا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات . بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه) " صدق رسول الله . رواه مسلم (3).
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. " صدق رسول الله صحيح البخاري(4).
كل الأحاديث المذكورة تدعوا إلى الحب وبالحب نستطيع أن نتعايش فيما بيننا و أن من كمال الإيمان في المؤمن والمسلم أن يكون محباً لأخيه ، وأن يكره له ما يكره لنفسه، فيكون حريصاً على الخير لنفسه ولغيره. هذه هي مرجعيتنا الخالدة الحب, فهي لغة الطاعة بين العبد وربه, وبين العباد جميعاً.
علاقة الحب بالتمريض :لأننا ذكرنا في البداية أن نطاق الحب ممتد . فالحب و التمريض كلمتان متناغمتان كل منهما يعطي معنى للأخر و من ثم أصبحت كلمة واحده, كلمه مليئة بالعطاء و الحنان وهي تبلور لمعنى الحب الحقيقي في صورة التمريض و يا لها من مهنه إنسانيه من أكثر المهن التي يبرز فيها الحب و التفاني في العطاء و من هذا الحب (حب العمل ,حب الأخ لأخيه ,حب الطاعة , الإخلاص, الرحمة بالضعيف , تحمل المسؤولية, الأمانة, حب تحصيل العلم , التسامح ).
ينعكس هذا الحب في مهنتنا على نواحي عده:
حب العمل: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البيهقي رحمه الله عن عائشة أم المومنين رضي الله عنها:"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" صدق رسول الله(5).
الرحمة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) صدق رسول الله. حديث صحيح رواه أحمد(6).
الأخلاق الطيبة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (خياركم أحاسِـنُكم أخلاقاً) صدق رسول الله. رواه البخاري ومسلم(7).
حب التسامح: قال عقبة رضي الله عنه : ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال: يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك ) ) صدق رسول الله رواه أحمد(8).
الصبر: عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الطهورُ شطرُ الإيمانِ والحمدُ لله تملأ الميزانَ , وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ أو تملأُ ما بينَ السماواتِ والأرضِ, والصلاةُ نورٌ , والصدقةُ برهانٌ , والصبرُ ضياءٌ ,والقرآنُ حجةٌ لكَ أو عليكَ . كلُ الناسِ يغدو فبائعٌ نفسهُ فمعتقُها أو موبقُها) ) صدق رسول الله . رواه مسلم في باب الطهارة(9).
الإخلاص: قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" صدق رسول الله رواه مسلم.
وعن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة صدق رسول الله أخرجه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن حبان(10).
أتعلمون ما ثواب الصدقة حتى إن كانت ابتسامة أخ لأخيه
عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصدقة تسُدُّ سبعين بابا من السوء) صدق رسول الله (11).
وتعالوا نستعرض قصة في رسالة التمريض ممرضة سعودية تنجح في إقناع 150 أجنبية باعتناق الإسلام ) ماذا قدمت هذه السعودية التي نفتخر بها ونقدرها ؟
قدمت حب الله فأصبح ما يميزها أخلاق الإسلام ويا له من شرف لها ولنا جميعاً.
تقول هذه الممرضة المسلمة (إن الدعوة كانت مقبولة جداً في محيط الممرضات كونهن أكثر استشعاراً للأعمال الإنسانية والخيرة في محيط عملهن).
أخيراً: هذه هي رسالتنا, رسالة حب بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معاني إلي الله ثم إلي كل من نحب.
المصادر:
1.ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين في أخبار داود عليه السلام.
2. مكتبة الاربعين النووية.
3. صحيح البخاري.
4. رواه مسلم ، ( جـ 16،ص 120).
5. رواه أبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها في مجمع الزوائد، كتاب الإيمان، ج4،ص 98 والجامع الصغير للسيوطي، ج 1، ص 177.
6. رواه أحمد في مسنده 2/165, 219, والبخاري في الأدب المفرد رقم 380، والبيهقي في شعب الإيمان(صحيح) انظر حديث رقم: 897 في صحيح الجامع ــ السيوطي / الألباني، والسلسلة الصحيحة للألباني رقم 482.
7. كتاب الآداب الشرعية » فصل في حسن الخلق ص203 و كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم. صحيح البخاري (4/230).
8. مسند الإمام أحمد المجلد الرابع.
9. الجزء الأول - في كتاب: الطهارة... باب: فضل الوضوء، صفحة (203).
10. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (891)، والبزار (4070)، وصححه ابن حبان (529)، وله شواهد كثيرة أشار إليها الترمذي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (572).
11.رواه الطبراني في الكبير 4/274 برقم (4402).