من أجل أمومة آمنة

من أجل أمومة آمنة



مازالت الاحصاءات الأخيرة تشير وحسب تقرير الأمم المتحدة إلى

أن أكثر من نصف مليون امرأة في العالم تموت سنويا بسبب الحمل والولادة إما لاهمال أو لجهل بطريقة العناية بالمرأة الحامل , فتكون النتيجة مأساوية في الأمر أن حالات الوفاة تكون لأسباب واهية,‏

فلو حظيت الأم الحامل برعاية وعناية لكانت النتائج لاشك ايجابية..‏

والسؤال الذي يطرح نفسه, كيف نتجنب مخاطر الحمل والولادة, وكيف نحقق الأمن والسلامة للأم والجنين معا.. ومادور جمعيات تنظيم الأسرة في ذلك.‏

طب ما حول الولادة‏

ومؤشرات الحمل الخطر‏

د. سعيد الحلاق اختصاصي طب التوليد والأطفال يبين أن ما يدعى طب ما حول الولادة يعنى برعاية الحامل والوليد في أسبوعه الأول من الحياة ويهدف :‏

- إلى الحد من وفيات الأمهات المتعلقة بالحمل والولادة.‏

- الحد من وفيات الولدان.‏

ويعد هذا الاختصاص مؤشرا صحيا في المجتمعات لأنه يركز على الوقاية بالنسبة للحامل من حيث متابعة حملها لاكتشاف إن كان نفسة حمل خطر ليقوم على الحفاظ على صحة الأم والجنين معا..‏

أما مضاعفات الحمل فيصنفها بالامور التالية:‏

ارتفاع الضغط الحملي, السكر الحملي, الانتانات عند الأم الحامل, اختلاف الزمر الدموية وهذا الأمر من الأهمية بمكان اكتشافه واعطاء اللقاح المناسب واختلاف الزمر يعني ان زمرة الأم الدموية سلبية وحاملا لجنين زمرته ايجابية واكتشاف ومراقبة هذه المضاعفات وعلاجها ينقص من عدد وفيات الأجنة ويحمي الأم من المخاطر.‏

طرق الرعاية‏

ويفند د. الحلاق أهم طرق الرعاية بالأمور التالية:‏

- مراقبة ( الولادة) بحيث تكون في مشفى متخصص للكشف عن الاختناقات الولادية والقيام بولادة قيصرية لحماية الجنين ووقايته من الاعاقة..‏

فحص الوليد عند الولادة والتأكد من تأقلمه خارج الرحم لحمايته من الانتان ونقص السكر في الدم من خلال تغذيته وإعطائه الرضاعة الطبيعية وحمايته من فتور الحرارة بوضعه في صالة مسخنة بشكل جيد.‏

وفحص للكشف عن تشوهات خلقية بشكل مبكر والتكفل بها لتجنيبه الكثير من الاعاقات..‏

ويؤكد د. الحلاق أن هذه العوامل جميعها تؤدي إلى أمومة آمنة وطفولة سليمة فالحمل والولادة ظاهرتان طبيعيتان ويجب أن تبقيا هكذا..‏

جمعية تنظيم الاسرة..‏

يقال:( إن أخطر الرحلات التي يقوم بها الإنسان في حياته هي الولادة من الرحم إلى خارجه.. لذا اقتضى على الجهات المسؤولة والحكومات توفير خدمات ما قبل الولادة واثناءها وما بعدها, وتدريب العاملين الصحيين للمساعدة في التوليد وتوفير رعاية خاصة وخدمات الإحالة للنساء اللاتي يعانين من مشكلات خلال الحمل والولادة.‏

تقول دانا عابدين المسؤولة الاعلامية في صحيفة تنظيم الاسرة..‏

تعد سورية من الدول المتقدمة في هذا الشأن فقد شهدت خلال العقد الماضي انخفاضا كبيرا في وفيات الأمهات نتيجة برامج رعاية الأمهات الشاملة وزيادة الوعي, فنحن نملك في جمعية تنظيم الأسرة 19 عيادة موزعة على أغلب المحافظات السورية مزودة باختصاصيين لرعاية النساء في مرحلة الانجاب حيث تقدم هذه المراكز خدمات طبية تتضمن المشورة قبل الحمل, الرعاية الطبية قبل وأثناء الحمل ومتابعتها طيلة الفترة وبعد والولادة لضمان سلامة الحامل.. وتتم هذه الرعاية بمساعدة كادر طبي متخصص وخاضع لدورات مستمرة لاطلاعهم على المستجدات كل في اختصاصه.‏

إضافة إلى توعية الحامل بمخاطر الإجهاض غير الآمن وتوزيع وسائل تنظيم الأسرة لحمايتها من الحمل المبكر بعد الولادة والحفاظ على فترة من الراحة لا تقل عن سنتين.‏

ويمتد برنامج جميعة تنظيم الأسرة ليشمل الأرياف عن طريق العربة المتنقلة التي تجول الأرياف المفتقدة للخدمات الصحية وأماكن السكن العشوائي, تقديم الرعاية الصحية للحامل ووسائل تنظيم الأسرة وتتضمن العربة المتنقلة ( كادرا طبيا متخصصا ,تصوير ايكو ووسائل تنظيم الاسرة..).‏

وعن مشاريع الجمعية المستقبلية تقول السيدة عابدين:‏

تقوم جمعية تنظيم الأسرة السورية وبمساعدة فنية من الجمعية الايطالية للمرأة في التنمية (ALDOS) بتنفيذ مشروع حول تعزيز قدرات عيادات الجمعية في المشوره الصحية للنساء في عيادة الحلبوني بدمشق من خلال تطبيق مفاهيم الصحة الانجابية بشكل متكامل.‏

يعتمد المشروع على مبدأ توفير التوازن البدني والنفسي والعاطفي لاستقرار حياة المرأة مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية للنساء في فترة الانجاب وبعد سن اليأس.‏