الادوية النفسية مالها وماعليها

الادوية النفسية مالها وماعليها

--------------------------------------------------------------------------------






لقد بدأ تاريخ استخدام الأدوية النفسية منذ الخمسينات حيث حدثت ثورة علمية كبرى في حقل الطب النفسي فبعد استخدام دواء الكلوربرمازين قلت نسبة الحالات الذهانية بشكل ملحوظ كما قلت نسبة دخول المرضى الى المصحات النفسية او البقاء بها فترة طويلة . ثم تتالت الأدوية النفسية عبر السنوات حتى حدثت ثورة في استخدام الأدوية النفسية في العشر سنوات الأخيرة التي اعتبرت مخرجا لكثير من العلل النفسية . حيث كانت الأدوية المستخدمة قديما رغم مفعولها الجيد لا تخلو من بعض الأعراض الجانبية سيما على الجهاز العصبي العضلي .. ولكن بمرور السنين وتكثيف الأبحاث على الأدوية النفسية ظهرت في الأسواق عشرات الأصناف من الأدوية النفسية ذات أنماط مختلفة . من المفعول وندرة في زمرة الأعراض الجانبية حتى أصبحت تحقق أملاً لعلاج الكثير من الأمراض ولكن الارتباط الذي لا يزال عالقاً في اذهان كثير من الناس عن الأدوية النفسية يحد من الاستفادة منها عند منهم في حاجة إليها . فمن المفاهيم الخاطئه عن الأدوية النفسية :-

1) الاعتقاد بأن الأدوية النفسية مخدرات
والحقيقة أن الادويه النفسية هي أدوية عاديه لا تؤدي الى الإدمان ويمكن وضعها من قبل أي طبيب سواء كان طبيباً عاماً أم متخصصاً متى ما عرف التشخيص والتفاعلات الدوائية . اما مجموعة المهدئات الصغرى فإن نسبة التعود على هذه الادوية أمر متعارف عليه وتصرف هذه الأدوية بجميع فئات الأطباء وتستخدم كعلاج ناجح لبعض الحالات النفسية تحت الإشراف الطبي المباشر .


2) الاعتقاد بان الأدوية النفسية تدمر خلايا المخ .
وهذا أمر غير صحيح لوجود الكثير من الدراسات على هذه الادوية على مستوى المعامل والمرضى ، علماً انه يجب في كل دواء يستخدم لفترات طويلة ان يكون آمنا وخالياً من المضاعفات الخطرة .


3) الاعتقاد بأن الأدوية النفسية تضر أكثر مما تفيد
وهذا اعتقاد خاطئ جداً لان الدراسات المختلفة والخبرات الاكلينيكيه بينت تحسن المرضى بشكل ملموس وانخفظت نسبة إشغال الاسره بالمستشفيات وزيادة انتاجية المرضى النفسيين .


4) الاعتقاد بأن الأدوية النفسية تؤدى الى الخبل والاضطراب العصبي
وهذا أمر غير صحيح لان الأدوية النفسية سيما الحديثة منها لا تؤدي الى الخبل او الاضطراب العصبي بل قد تظهر بعض الأعراض الجانبية مثلها مثل غيرها من الأدوية ويمكن التغلب عليها وذلك باستخدام الوسائل المساعدة التى يقررها الطبيب .

5) الاعتقاد بأن الأدوية النفسية بوابة الإدمان
وهذا معتقد خاطئ لان الأطباء النفسيين هم من يعالج الإدمان ، فنحن الأولى أن نعالج الإدمان ولا نكون سبباً فيه وعلاج الإدمان يتم باستخدام الأدوية النفسية المختلفة .


6) الاعتقاد بأنه لا يمكن استخدام الأدوية النفسية في الأطفال او كبار السن او الحوامل والحقيقة ان العديد من الأدوية النفسية يمكن استخدامها بأمان مع الأطفال وكبار السن خصوصاً الأدوية النفسية الحديثة حيث تعمل بأمان مع أجهزة الجسم المختلفة اما الحوامل فهناك بعض الأدوية التي لا يمكن استخدامها سيما فى الأشهر الأولى مـن الحمل وهناك البعض الذي يمكن استخدامه اذا دعت الحاجة لذلـك مع متابعة دقيقة للحمل شأن ذلك شأن أي دواء آخر .


7) الاعتقاد بأن الدواء النفسي منوم فقط .
وهذا أيضا اعتقاد غير صحيح فمعظم الأدوية النفسية لها تأثيرها المباشر على النواقل العصبية كأدوية الذهان أو الاكتئاب أو مثبتات المزاج ولكن من ضمن مفعولها انها تزيد من نسبة النوم ولكن ذلك ليس بصفه مطلقه علماً ان تحسن النوم للمريض النفسي أمر هام لاستقرار حالته النفسية ولكن هناك بعض الأدوية التي تستخدم لغرض تحسين النوم وهي تستخدم في حدود ضيقه وتحت إشراف طبي مباشر .


الاعتقاد بأن الأدوية النفسية يجب ان تؤخذ طوال العمر .
والصحيح ان الكثير من الحالات تستخدم فيها الأدوية النفسية استخداماً مؤقتا لعدة أشهر . الا اذا كانت الحالة ذات قابلية للإنتكاسه او ذات أعراض شديدة فقد يرى الطبيب استمرار العلاج لفترات طويلة شأنها شأن باقي الأمراض كالصرع والسكر وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك .


9) الاعتقاد بأن الأدوية النفسية تتنافى مع استخدام الرقيا الشرعية
والحقيقة انه لا خلاف في استخدام الأدوية والرقيا الشرعية فقد شرع التداوي بكل ماهو مباح والأدوية النفسية ليس بها محذور شرعي وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي فقال (تداوو عباد الله فإن ما أنزل من داء الا وانزل له دواء ) وقال صلى الله عليه وسلم " تداوو ولا تداووا بحرام


نقل للفائده